دبي مدينة معروفة بطموحها، وهذا الطموح يمتد ليشمل حماية بيئتها. كجزء من التزام جاد بالاستدامة، يتماشى مع الأهداف الوطنية مثل مبادرة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 وسياسة الإمارات للاقتصاد الدائري، تتخذ دبي خطوات هامة لإدارة النفايات وتقليل بصمتها البيئية. أحد أبرز التغييرات؟ حظر شامل على المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، يتم تطبيقه على مراحل. هذا ليس مجرد تعديل بسيط؛ بل هو جزء أساسي من استراتيجية دبي المتكاملة لإدارة النفايات 2021-2041، التي تهدف إلى مستقبل أكثر اخضرارًا. خلّينا نشوف شو بيعني هذا الحظر على البلاستيك للسكان والزوار والشركات. ليش الحظر؟ فهم أهداف دبي
طيب، ليش كل هالتركيز على مكافحة المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد؟ الأمر كله بيرجع لحماية البيئة المحلية والحياة البرية الثمينة من الآثار الضارة للتلوث البلاستيكي. فكّر فيها – أكياس بلاستيكية أقل متطايرة في كل مكان، وبلاستيك أقل ينتهي في أماكن ما لازم يكون فيها. بس الموضوع أكبر من مجرد تنظيف؛ إنه يتعلق بتغيير العادات بشكل جذري. دبي بدها تشجع الكل – سكان وشركات – على تبني ممارسات مستدامة وتقليل الاعتماد على المواد اللي بنستخدمها مرة واحدة وبنرميها. الهدف هو جعل البدائل القابلة لإعادة الاستخدام هي القاعدة، والابتعاد عن طريقة التفكير القديمة "خذ – اصنع – تخلص". هذه الخطوة مرتبطة ارتباط وثيق بفكرة الاقتصاد الدائري (Circular Economy)، وهو نظام مصمم للحفاظ على الموارد قيد الاستخدام لأطول فترة ممكنة، واستخلاص أقصى قيمة منها، ثم استعادة المواد في نهاية عمرها الافتراضي. الفكرة هي النظر إلى النفايات مش كقمامة، بل كمورد محتمل. هذا الحظر على البلاستيك هو خطوة عملية نحو هذه الرؤية الدائرية، ويدفع القطاع الخاص للابتكار وتقديم خيارات مستدامة، وفي نفس الوقت يتماشى تمامًا مع استراتيجية المدينة طويلة الأجل لإدارة النفايات. شرح الحظر التدريجي: الجدول الزمني والمواد المحظورة
دبي ما طبقت الحظر فجأة؛ حظر المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد يتم تنفيذه بحكمة وعلى مراحل، حسب ما هو موضح في قرار المجلس التنفيذي رقم 124 لسنة 2023. بدأ الأمر فعليًا في 1 يوليو 2022، بخطوة صغيرة لكن مهمة: فرض تعرفة إلزامية بقيمة 25 فلسًا على أنواع معينة من الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد (اللي سمكها أقل من 57 مايكرومتر)، وهي خطوة مصممة لتشجيع الناس على استخدام الخيارات القابلة لإعادة الاستخدام. هذه التعرفة الأولية طُبقت على نطاق واسع، وشملت متاجر التجزئة، والطلبات عبر الإنترنت، والصيدليات، والمطاعم. إليك كيف يتم تطبيق الحظر الكامل:
المرحلة الأولى (الأكياس): الخطوة الرئيسية الأولى بدأت في 1 يناير 2024، بحظر استيراد وبيع الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد. استمرت تعرفة الـ 25 فلسًا على الأكياس المحددة الأخرى لبضعة أشهر إضافية. بعدين، في 1 يونيو 2024، أصبح الحظر شاملاً، ليشمل جميع الأكياس ذات الاستخدام الواحد اللي سمكها أقل من 57 مايكرومتر – بما في ذلك البلاستيكية والورقية وحتى الخيارات القابلة للتحلل الحيوي. في هذه المرحلة، تم إلغاء تعرفة الـ 25 فلسًا بالكامل. لا تقلق، بعض الأساسيات مستثناة، مثل أكياس صناديق القمامة، وتغليف الخبز، أو حماية ملابسك في المغسلة. المرحلة الثانية (مواد أخرى): ابتداءً من 1 يناير 2025، سيتوسع الحظر بشكل كبير. استعد لتقول وداعًا لأعواد التحريك البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وأغطية الطاولات، وأعواد القطن ذات الرؤوس البلاستيكية، والمصاصات، وأكواب وأوعية الطعام المصنوعة من الستايروفوم (Styrofoam) الشائعة. تستهدف هذه المرحلة العديد من مواد الاستخدام اليومي المريحة، مما يتطلب تحولاً أكبر نحو البدائل القابلة لإعادة الاستخدام أو المستدامة. المرحلة الثالثة (المزيد من المواد): بالنظر إلى المستقبل، في 1 يناير 2026، ستتناول المرحلة النهائية المزيد من المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد. يشمل ذلك الأكواب البلاستيكية وأغطيتها، وأدوات المائدة (الشوك، والسكاكين، والملاعق)، وأوعية الطعام، والأطباق. يمثل هذا علامة فارقة رئيسية في رحلة دبي بعيدًا عن المواد البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة. التعامل مع الحظر: الامتثال والبدائل
تمام، الحظر صار واقع. شو بيعني هذا بالنسبة لك يوميًا؟ بالنسبة للمستهلكين، الرسالة واضحة: حان الوقت لتبني البدائل القابلة لإعادة الاستخدام بالكامل. فكّر في أكياس تسوق متينة، وكوبك المفضل للسفر للقهوة، وزجاجة مياه قابلة لإعادة التعبئة (أهلاً بمبادرة "دبي كان" Dubai Can!)، وربما حتى أوعية قابلة لإعادة الاستخدام للوجبات الجاهزة. الأمر يتعلق بإجراء تغييرات صغيرة تحدث فرقًا كبيرًا. بالنسبة للشركات، الشرط واضح ومباشر: التوقف عن توزيع المواد المحظورة ذات الاستخدام الواحد وفقًا للجدول الزمني والبدء في تقديم بدائل مستدامة. ينطبق هذا على الجميع – من محلات السوبر ماركت والمتاجر الصغيرة إلى عمالقة التجارة الإلكترونية والصيدليات والمطاعم. إنها فرصة للشركات للابتكار وتلبية احتياجات المستهلكين المهتمين بالبيئة بشكل متزايد. ونعم، هناك عواقب لعدم الامتثال. تبدأ الغرامات من 200 درهم للمخالفة، وتتضاعف إذا تكررت خلال عام، بحد أقصى للعقوبة 2000 درهم. بلدية دبي جادة في جعل هذا التحول ثابتًا. ما بعد الحظر: جهود دبي الأوسع للحد من النفايات
هذا الحظر على البلاستيك ما بيصير بمعزل عن غيره؛ إنه جزء أساسي من لغز دبي الأكبر لإدارة النفايات المستدامة. المدينة تتعامل مع تقليل النفايات من زوايا متعددة، مدفوعة بمبادئ الاقتصاد الدائري. تدير بلدية دبي حملات توعية مستمرة، لتثقيف الجميع من أطفال المدارس إلى الشركات حول تقليل النفايات واختيار الخيارات المستدامة. من المحتمل أنك شفت مبادرة "دبي كان" (Dubai Can)، التي تشجع على استخدام زجاجات المياه القابلة لإعادة التعبئة مع محطات مياه مجانية تنتشر في جميع أنحاء المدينة. المشاركة المجتمعية ضخمة. خذ مثلاً مشروع حتا للنفايات المستدامة (Hatta sustainable waste project)، حيث حصل أكثر من 1100 منزل على صناديق خاصة وتواصلت حملات توعية واسعة النطاق مع العائلات والمدارس والمزارع. أو انظر إلى شراكة دبي لإدارة الأصول (Dubai Asset Management) مع بيئة تنديف (BEEAH Tandeef)، لنشر صناديق ذكية في مجتمعات مثل شروق (Shorooq) وبوابة الخيل (Al Khail Gate) تكافئ السكان بنقاط مقابل إعادة تدوير البلاستيك. حتى الكيانات الحكومية مثل هيئة كهرباء ومياه دبي (DEWA) تروج لأفكار الاقتصاد الدائري داخليًا، باستخدام آلات ذكية لإعادة تدوير آلاف الزجاجات والعلب داخل مبانيها. هناك أيضًا مبادرة رائعة من بلدية دبي لجمع ملايين زجاجات البلاستيك PET وتحويلها إلى زي رسمي لعمال النظافة – ربما تكون الأولى من نوعها في العالم. كل هذه الجهود تعمل معًا، معززة التحول بعيدًا عن المواد التي تستخدم لمرة واحدة ونحو إعادة استخدام الموارد وتدويرها. التطلع إلى المستقبل: مستقبل إدارة النفايات في دبي
يعد حظر المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد خطوة مهمة، ولكنه جزء من رؤية أكبر تم تحديدها في استراتيجية دبي المتكاملة لإدارة النفايات 2021-2041 (Dubai Integrated Waste Management Strategy 2021-2041). الهدف النهائي؟ تحويل 100% من نفايات دبي بعيدًا عن مكبات النفايات بحلول عام 2041. هذا طموح ضخم، يتطلب تحولات كبيرة في كيفية التعامل مع النفايات، مع التركيز بشكل كبير على إعادة التدوير، واستعادة الموارد، وتحويل النفايات إلى طاقة. فكّر في حظر البلاستيك على أنه يضع أساسًا حاسمًا. من خلال تقليل مصدر رئيسي للنفايات وتشجيع عادات إعادة الاستخدام الآن، تمهد دبي الطريق لهذه الأهداف الأكبر للاستدامة طويلة الأجل. الأمر يتعلق ببناء مستقبل يتم فيه تقليل النفايات إلى الحد الأدنى، وتقدير الموارد، وحماية البيئة للأجيال القادمة. لكل شخص دور يلعبه في جعل هذا المستقبل الطموح والمستدام حقيقة واقعة.