تحتل الخيول مكانة خاصة جدًا في قلب دبي والإمارات العربية المتحدة بشكل عام، فهي تمثل أكثر بكثير من مجرد رياضة؛ إنها منسوجة في نسيج ثقافة الأمة وتراثها . إنه مزيج رائع هنا – تبجيل عميق للأهمية التاريخية للحصان العربي الأصيل الرائع ممزوج بشغف برياضات الفروسية الحديثة ذات المستوى العالمي مثل سباقات القدرة والتحمل المثيرة، وقفز الحواجز الأنيق، وترويض الخيول (الدرساج) الدقيق . تستكشف هذه الرحلة النسيج الغني لعالم الفروسية في دبي، من جذورها الصحراوية القديمة إلى الساحات المتلألئة التي تستضيف أبطالًا دوليين اليوم. روح الفروسية الإماراتية: تراث الحصان العربي
إذن، ما الذي يجعل الحصان العربي محوريًا إلى هذا الحد في هوية الإمارات العربية المتحدة؟ هذه السلالة هي أكثر بكثير من مجرد حيوان؛ إنها رمز قوي للتراث والفخر والنبل والشرف والقوة، وهي متجذرة بعمق في الوعي الثقافي . نشأت هنا في شبه الجزيرة العربية، وهي واحدة من أقدم سلالات الخيول وأنقاها عالميًا، مع سلالة تمتد لآلاف السنين . يمكنك غالبًا التعرف عليها من خلال شكل رأسها المصقول المميز وذيلها المرفوع بفخر . تذكر البدو، السكان الرحل الأصليين لهذه الأراضي. بالنسبة لهم، لم يكن الحصان العربي ترفًا، بل كان ضروريًا للبقاء – للتنقل عبر الصحاري القاسية، وللصيد، وحتى للحروب . كانت قدرتهم المذهلة على التحمل وذكائهم وروحهم أسطورية . هذه الضرورة شكلت رابطًا وثيقًا بشكل لا يصدق؛ غالبًا ما كانت الخيول تُعامل كأفراد من العائلة، وأحيانًا يتم إدخالها إلى الخيام من أجل السلامة . هذا القرب عزز سلالة معروفة بولائها وذكائها وطبيعتها الحماسية . قبل السيارات، كانت هذه الخيول، إلى جانب الإبل، هي الوسيلة الأساسية للتنقل . يستمر هذا الاحترام العميق حتى اليوم. كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، له دور فعال في دعم الحصان العربي ورياضات الفروسية . أسس إسطبلات في عام 1969 وأطلق برامج تربية تركز على الحفاظ على سلالات الخيول العربية "الأصيلة" . ضمنت رؤيته أن هذه الحيوانات الرائعة يمكنها المنافسة دوليًا، مع الحفاظ على إرثها وتبني الأساليب الحديثة . لا يزال شغفه مصدر إلهام كبير . اليوم، تركز برامج التربية المزدهرة، مثل مزارع AF التي أسسها خالد خليفة النبودا، على سلالات الخيول العربية الإماراتية الأصيلة للمنافسة العالمية . ارتفع عدد الخيول العربية المسجلة بشكل كبير، وأصبحت الإمارات الآن دولة رائدة في تربية خيول العرض العربية الحديثة، وتنافس في كل شيء من عروض الجمال إلى السباقات المسطحة والقدرة والتحمل . الاختبار الأقوى: سباقات القدرة والتحمل في الصحراء
هل سمعت يومًا عن سباقات القدرة والتحمل؟ إنها رياضة تتطلب جهدًا كبيرًا وتختبر حقًا قدرة تحمل كل من الحصان والفارس لمسافات شاسعة، وتدفعهم ضد عقارب الساعة والمناخ والتضاريس الصعبة . تعود بداياتها الرسمية في الإمارات إلى عام 1992، بتوجيه من الشيخ زايد نفسه . حتى أن الفعاليات المبكرة شملت الإبل، ولكن سرعان ما ركزت على الخيول فقط . اكتسبت الرياضة زخمًا سريعًا، وعززتها بشكل كبير شخصيات مثل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بطل العالم السابق في سباقات القدرة والتحمل، الذي فاز بسباق رئيسي لمسافة 160 كم في عام 1998 . تعد دبي الآن مركزًا عالميًا رئيسيًا لهذه الرياضة الصعبة، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى مدينة دبي الدولية للقدرة والتحمل (DIEC) في سيح السلم . تأسست هذه المنشأة المخصصة في عام 1999، وهي قلب سباقات القدرة والتحمل في الإمارة، وتُدار فعالياتها من قبل نادي دبي للفروسية (DEC) . استضافت DIEC حتى بطولة العالم للقدرة والتحمل وتشهد جدولًا حافلًا بالفعاليات كل عام، عادةً من أواخر الخريف إلى أوائل الربيع . أبرز فعاليات الموسم هي بلا شك المهرجانات الكبرى، مثل مهرجان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للقدرة والتحمل ومهرجان ولي عهد دبي للقدرة والتحمل . هذه ليست مجرد سباقات؛ إنها فعاليات ضخمة تجذب أفضل المواهب الدولية والمحلية . تتميز بفئات سباقات متنوعة – للسيدات، والإسطبلات الخاصة، والأفراس – وغالبًا ما تغطي مسافات مثل 101 كم أو التحدي الأكبر، كأس 160 كم . فكر في مهرجان ولي العهد، الذي يكرم سمو الشيخ حمدان بن محمد، وهو فارس عالمي المستوى يلهم نجاحه الكثيرين . كيف تعمل هذه السباقات؟ يتم تقسيمها إلى مراحل أو دورات، مع فحوصات بيطرية حاسمة بعد كل مرحلة لضمان لياقة الخيول للاستمرار – رعاية الخيول أمر بالغ الأهمية . يحافظ كبار المتنافسين على متوسط سرعات مذهل، يتراوح أحيانًا بين 25-30 كم/ساعة . إن التزام دبي، بدعم من اتحاد الإمارات للفروسية والسباق (UAEERF) وشخصيات رئيسية، قد عزز مكانتها كشركة رائدة عالميًا في مجال القدرة والتحمل، واستضافة البطولات ودفع شعبية هذه الرياضة . الأناقة والدقة: قفز الحواجز والدرساج في دبي
بالإضافة إلى السرعة الخام للسباقات والقدرة والتحمل، تتفوق دبي أيضًا في فنون الفروسية الأكثر تقنية: قفز الحواجز والدرساج. يدور قفز الحواجز حول الرشاقة والسرعة، واختبار قدرة الشراكة بين الفارس والحصان على تجاوز مسار من الحواجز بشكل نظيف وسريع . أما الدرساج، الذي يُطلق عليه غالبًا بشكل شاعري "باليه الخيول"، فيؤكد على الانسجام والليونة واستجابة الحصان لإشارات الفارس الدقيقة من خلال سلسلة من الحركات الدقيقة. كلاهما يتطلب انضباطًا وفهمًا لا يصدق بين الحصان والفارس. يلعب اتحاد الإمارات للفروسية والسباق (UAEERF) دورًا حيويًا في رعاية هذه التخصصات . ينظمون البطولات، ويدعمون تطوير الفرسان من خلال التدريب في الخارج، ويضمنون بقاء الإمارات قادرة على المنافسة على الساحة الدولية . يساعد إشرافهم في الحفاظ على معايير عالية في جميع أنشطة الفروسية . أين يمكنك مشاهدة أو تعلم هذه الرياضات الأنيقة في دبي؟ العديد من الأماكن المتميزة تلبي احتياجات المتحمسين. يعد مركز الإمارات للفروسية (EEC) مكانًا بارزًا، ويشتهر بمرافقه الممتازة للدرساج وقفز الحواجز، بما في ذلك ساحات ذات مقاييس دولية وحتى مسار للكروس كانتري (سباق اختراق الضاحية) . ما يجعل مركز الإمارات للفروسية (EEC) مميزًا هو مكانته باعتباره المركز الوحيد المعتمد بالكامل من قبل الجمعية البريطانية للخيول (BHS) في الشرق الأوسط، مما يضمن معايير عالية . يستضيفون العديد من المسابقات، التي تتوج بـبطولة دبي لقفز الحواجز المرموقة، وهي إحدى جولات كأس العالم المؤهلة (CSI-W) التي تقام في شهر يناير من كل عام . لاعب رئيسي آخر هو نادي دبي للبولو والفروسية (DPEC)، والذي، إلى جانب ملاعب البولو الشهيرة، يوفر مرافق وتدريبًا رائعًا لقفز الحواجز والدرساج داخل مجتمع المرابع العربية الجميل . هل تفكر في تجربتها بنفسك، أو إشراك الأطفال؟ أنت محظوظ. أماكن مثل مركز الإمارات للفروسية (EEC)، ونادي دبي للبولو والفروسية (DPEC)، ونادي المدينة المستدامة للفروسية، وأكاديمية الفروسية الأوروبية في دبي تقدم دروسًا لجميع المستويات، من المبتدئين تمامًا إلى الفرسان المتقدمين . العديد من المدربين مؤهلون تأهيلاً عاليًا (ابحث عن انتماءات لـ BHS أو الاتحاد الفرنسي)، ولديهم خيول مدرسية مدربة جيدًا ومناسبة للتعلم . غالبًا ما تتوفر الدروس للأطفال من سن مبكرة جدًا، مما يجعلها نشاطًا عائليًا رائعًا . هذه السهولة في الوصول، جنبًا إلى جنب مع المرافق المتميزة والخبرة الدولية، تجعل دبي مكانًا رائعًا للمشاركة في قفز الحواجز والدرساج . ساحات عالمية المستوى: مرافق الفروسية الرائدة في دبي
شغف دبي بالخيول مدعوم ببعض المرافق الرائعة حقًا ذات المستوى العالمي التي تلبي جميع اهتمامات الفروسية. دعنا نلقي نظرة على أبرزها.
لا يمكنك التحدث عن الفروسية في دبي دون ذكر ميدان. افتتح في عام 2010، وهو مشهور عالميًا باستضافة كأس دبي العالمي، الذي غالبًا ما يُطلق عليه 'أغنى يوم سباق في العالم' بفضل جوائزه المالية المذهلة – فكر في 30.5 مليون دولار أمريكي عبر قائمة السباقات لعام 2025 . المنشأة نفسها تخطف الأنفاس، وتضم مضمارًا رمليًا بطول 1750 مترًا ومضمارًا عشبيًا بطول 2400 متر . وذلك المدرج؟ إنه الأطول في العالم، ويتسع لما يصل إلى 60,000 متفرج . يمتد موسم السباقات، الذي يديره نادي دبي لسباق الخيل، من نوفمبر إلى مارس، ويجذب أفضل الخيول والفرسان والمدربين من جميع أنحاء العالم . أيام السباق هي مناسبات اجتماعية كبرى، تكتمل بتناول الطعام الفاخر والترفيه . مركز الإمارات للفروسية (EEC): مركز التدريب والمنافسات
يعد مركز الإمارات للفروسية (EEC) حجر الزاوية لعشاق الدرساج وقفز الحواجز . موافقة الجمعية البريطانية للخيول (BHS) عليه تدل على جودته العالية . المرافق شاملة: ساحات بمعايير دولية، ومسار للكروس كانتري (سباق اختراق الضاحية)، ومسارات لركوب الخيل في الطبيعة (هاكينج)، ومدرسة ركوب مرموقة تقدم دروسًا لجميع الأعمار من منتصف سبتمبر إلى منتصف يونيو . إنه المكان المناسب للتدريب الجاد، والمسابقات المنتظمة، ويستضيف ذلك الحدث الدولي الكبير، بطولة دبي لقفز الحواجز CSI-W . كما يقدمون خدمات الإيواء (الليڤري) إذا كان لديك حصانك الخاص . نادي دبي للبولو والفروسية (DPEC): وجهة أسلوب الحياة
يقع نادي دبي للبولو والفروسية (DPEC) في المرابع العربية، ويقدم مزيجًا فريدًا من رياضة الفروسية عالية المستوى ووسائل الراحة الفاخرة لأسلوب الحياة . يمتد على مساحة 68 فدانًا، ويضم مرافق رائعة للبولو وقفز الحواجز والدرساج وركوب الخيل الترفيهي، بما في ذلك جولات ركوب الخيل في الصحراء (ديزرت هاكس) . ولكنه أكثر من مجرد إسطبلات وساحات؛ يضم نادي دبي للبولو والفروسية (DPEC) مطاعم ومنتجعًا صحيًا (سبا) ومسابح وصالة ألعاب رياضية وحتى أماكن للمناسبات، مما يجعله مركزًا اجتماعيًا . موقعه يجعله مناسبًا للغاية للسكان في المناطق المحيطة . حتى أن لديهم حضانة أطفال في الموقع . مدينة دبي الدولية للقدرة والتحمل (DIEC): مركز سباقات القدرة والتحمل
كما ذكرنا سابقًا، تعد مدينة دبي الدولية للقدرة والتحمل (DIEC) المقر المخصص والمتطور لـسباقات القدرة والتحمل في دبي . يديرها نادي دبي للفروسية، وهي المكان الذي تقام فيه مهرجانات ومسابقات القدرة والتحمل الكبرى، مما يعكس التزام دبي بهذا التخصص الصعب . بالإضافة إلى هذه المرافق العملاقة، ستجد أماكن أخرى يسهل الوصول إليها لدروس وتجارب ركوب الخيل في دبي. يقدم نادي المدينة المستدامة للفروسية دروسًا على الطراز الإنجليزي وجولات ركوب (هاكس) ، توفر إسطبلات الصحراء دروسًا، خاصة للأطفال، وجولات ركوب في الصحراء ، وتقدم أكاديمية الفروسية الأوروبية في دبي معايير الاتحاد الفرنسي . هذه المرافق، الكبيرة والصغيرة، تضمن أنه سواء كنت منافسًا من النخبة، أو عائلة تبحث عن دروس في عطلة نهاية الأسبوع، أو سائحًا يرغب في جولة ركوب في الصحراء، فإن عالم الفروسية في دبي لديه ما يقدمه . مشهد الفروسية في دبي هو مزيج رائع من التبجيل الثقافي العميق لـالحصان العربي في الإمارات والتبني الديناميكي لرياضات الخيول الحديثة والدولية . من قعقعة حوافر الخيول في مضمار ميدان خلال كأس دبي العالمي إلى التركيز الشديد في سباقات القدرة والتحمل في دبي في مدينة دبي الدولية للقدرة والتحمل (DIEC)، والأداء المتقن في الدرساج وقفز الحواجز في دبي في أماكن مثل مركز الإمارات للفروسية (EEC) ونادي دبي للبولو والفروسية (DPEC)، الشغف واضح وملموس . هذه مرافق الفروسية في دبي ذات المستوى العالمي ليست مجرد بنية تحتية؛ إنها مراكز نابضة بالحياة تحافظ على تراث غني، وترعى المواهب، وتوفر الترفيه، وتعزز مكانة دبي على الساحة الرياضية العالمية . إنه عالم يستحق الاستكشاف حقًا.