تخيّل المشهد: ديسمبر 1971. وُلِدت دولة جديدة، الإمارات العربية المتحدة. لم يكن هذا مجرد إنجاز سياسي؛ بل كان بمثابة إشارة انطلاق لحقبة جديدة في الرياضة المنظمة في جميع أنحاء الإمارات، بما في ذلك دبي
. قبل ذلك، كانت الرياضة في معظمها شؤونًا عادية تُمارس بشكل غير رسمي. لكن التوحيد جلب معه دافعًا لإنشاء هيكل رياضي، وبناء منتخبات وطنية، والظهور على الساحة العالمية
. اعتبر السنوات بين 1971 و1990 بمثابة مرحلة وضع الأساس الحاسمة. في هذه الفترة وُضعت المخططات الأساسية لدبي ودولة الإمارات لتصبحا قوة رياضية مستقبلية. دعنا نستكشف كيف تأسست الاتحادات الرياضية الرئيسية، والخطوات الأولى الحذرة للدولة في المنافسات الدولية (بما في ذلك رحلة كأس العالم 1990 التي لا تُنسى)، والشخصيات المؤثرة التي شكلت هذه الحقبة التأسيسية، كل ذلك بناءً على السجلات التاريخية
. كانت الهيئات الإدارية الرسمية ضرورية لجمع الأندية المتفرقة معًا، ووضع قواعد متسقة، وتعزيز الرياضة على الصعيد الوطني، والأهم من ذلك، السماح لدولة الإمارات بالمنافسة دوليًا
. لم يضيع اتحاد الإمارات لكرة القدم وقتًا في الحصول على اعتراف عالمي، حيث انضم إلى FIFA بحلول عام 1974 (تشير بعض المصادر إلى عام 1972) وإلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم (AFC) والاتحاد العربي لكرة القدم (UAFA) في عام 1974
لكن الأمر لم يقتصر على كرة القدم فقط. بدأت هيئات رياضية أخرى في التبلور أيضًا. حصلت اللجنة الأولمبية الوطنية لدولة الإمارات على الاعتراف، مما مهد الطريق لأول ظهور أولمبي للبلاد في عام 1984
. حتى الرياضات التقليدية مثل الفروسية شهدت اهتمامًا متزايدًا بالتنظيم الرسمي خلال الثمانينيات، على الرغم من أن الاتحاد الرسمي (UAEERF) تأسس بعد ذلك بقليل في عام 1992
مع وجود الاتحادات الجديدة، كانت الإمارات مستعدة لاختبار قدراتها على الصعيد الدولي. لم ينتظر منتخب كرة القدم الوطني طويلاً، حيث خاض أول مباراة دولية له في عام 1972
. في نفس الوقت تقريبًا، كانت منتخبات الشباب تحقق أيضًا نجاحات، حيث تأهل منتخب تحت 17 عامًا لكأس العالم الخاص به، وحصل منتخب تحت 16 عامًا على المركز الثاني في آسيا عام 1990
. شملت الأحداث الرئيسية التي أقيمت خلال هذه الفترة كأس الخليج السادسة في دبي (1982)، وكأس آسيا للكريكيت في الشارقة (1984)، وبطولة آسيا للشباب (AFC Youth Championship) في أبوظبي (1985)، وبطولة العالم للكرة الطائرة تحت 19 عامًا (FIVB U19 Volleyball World Championship) في دبي (1989)، وبطولة آسيا تحت 16 عامًا (AFC U-16 Championship) في دبي والشارقة (1990)
. جاء دعم خاص من شخصيات مثل سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، الذي ترأس اتحاد الإمارات لكرة القدم (UAEFA) خلال الفترة الحاسمة التي سبقت التأهل لكأس العالم 1990
على أرض الملعب، ظهر أبطال، خاصة في كرة القدم، أسروا خيال الجماهير. يبرز اسم عدنان الطلياني – الذي يعتبر على نطاق واسع أحد أعظم لاعبي الإمارات على مر العصور
. لعب مسيرته الكروية بأكملها مع نادي الشعب (Al Shaab) منذ عام 1980، وكان لاعبًا نجمًا في المنتخب الوطني طوال الثمانينيات وقاد الفريق خلال تصفيات كأس العالم
. ودعنا لا ننسى العمل الذي غالبًا ما لا يحظى بالتقدير الكافي للإداريين الأوائل الذين بنوا الاتحادات والهياكل التنظيمية بشق الأنفس من الصفر. أرست جهودهم الأساس الجوهري لكل ما تلا ذلك