ما وراء المزارع العمودية: ازدهار الزراعة التقليدية والعضوية في الإمارات
25 أبريل 2025
نسخ الرابط
المصادر
18
إظهار المصادر في النص
عندما تفكر في الزراعة في الإمارات، قد تتبادر إلى ذهنك صور المزارع العمودية المستقبلية، وهذا صحيح – فهي جزء كبير من القصة
[13]
[15]. ولكن بصراحة، هذه ليست الصورة الكاملة. على الرغم من مواجهة ظروف قاسية مثل المناخ الجاف وندرة المياه ومحدودية الأراضي الصالحة للزراعة، إلا أن المشهد الزراعي في الإمارات متنوع ومرن بشكل مدهش[13][15]. بعيدًا عن العناوين الرئيسية للتكنولوجيا المتقدمة، هناك عالم مزدهر من إنتاج التمور التقليدي والمزارع العضوية النامية التي تُحدث تأثيرًا كبيرًا
[6]
[9]
[14]. هذه القطاعات لا تقتصر على زراعة الغذاء فحسب؛ بل إنها ترعى التراث الثقافي، وتعزز الاقتصاد، وتلبي طلبًا متزايدًا على الأذواق التقليدية وخيارات الطعام المحلية المستدامة
[2][6]. دعنا نستكشف بعض الأمثلة البارزة لنجاح الزراعة في الإمارات والتي تتجاوز ما هو مألوف.
الجذور العميقة لإنتاج التمور في الإمارات
ببساطة، لا يمكنك الحديث عن الزراعة في الإمارات دون ذكر التمور. فهي متجذرة بعمق في النسيج الثقافي والاقتصادي للدولة، وتمثل حجر زاوية حقيقي للزراعة التقليدية التي نجحت في شق طريقها نحو التجارة الحديثة[2]. تُعد الإمارات قوة عالمية في إنتاج التمور، حيث تحتل مرتبة بين أكبر أربعة منتجين في العالم[2]. نتحدث هنا عن إنتاج قد يتجاوز 755,000 طن سنويًا، يُزرع في أكثر من 40 مليون نخلة تمر يديرها آلاف المزارعين المحليين[2]. إنه قطاع ضخم، بُني على خبرات أجيال متعاقبة وهو حيوي للهوية الزراعية للبلاد[2].
تسليط الضوء على أبرز منتجي التمور في الإمارات
لقد ساهم العديد من اللاعبين الرئيسيين في وضع تمور الإمارات على الخريطة العالمية، مزجًا بين التقاليد واستراتيجيات الأعمال الذكية.
الفوعة (Al Foah): هذه الشركة التي تتخذ من الإمارات مقراً لها هي عملاق في عالم التمور، ومعترف بها كعلامة تجارية عالمية رائدة ومنتج ومصدر رئيسي[2]
[12]
[1]. تتعامل الشركة مع كميات هائلة، يُقال إنها تتجاوز 80,000 طن سنويًا، وتقدم أصنافًا شائعة مثل خلاص، وخنيزي، وبرحي[12]
[3]. ما يميز الفوعة هو كيفية تغليفها للتقاليد – حرفيًا – باستخدام تصميمات ذات طابع ثقافي أصيل مع إبراز الجودة والفوائد الصحية للمستهلكين العصريين في جميع أنحاء العالم[2]. لقد حققوا نجاحًا في أسواق رئيسية مثل الهند وأوروبا[2]. ومن المثير للاهتمام أن الفوعة تفتخر أيضًا بامتلاكها أكبر مزرعة تمور عضوية في العالم وتشغل واحدة من أكبر مزارع النخيل في أي مكان[3]. تُعتبر الشركة رائدة في السوق الإقليمي، وتتمتع بنفوذ كبير
[8][1].
بتيل (Bateel): على الرغم من أن جذورها تعود إلى المملكة العربية السعودية، إلا أن بتيل اسم ذو أهمية كبيرة في سوق التمور الفاخرة في الإمارات[2][12][3][1]. فكر في الجودة العالية والذوق الرفيع – هذه هي بصمة بتيل[2][12]. إنهم دقيقون للغاية في اختيار أفضل أنواع التمور، مع التركيز على الأصناف الفاخرة مثل مجدول، وخضري، وصقعي[2][12]. توسعت بتيل بذكاء إلى ما هو أبعد من مجرد التمور، حيث ابتكرت شوكولاتة محشوة بالتمور، وأنواعًا لذيذة من معجون التمر، ومجموعات هدايا أنيقة تجذب العملاء العالميين من ذوي الدخل المرتفع[12]. يستحوذون على حصة كبيرة من سوق المنتجات الفاخرة ولديهم حضور دولي قوي في أكثر من 16 دولة[8][1][3].
لاعبون بارزون آخرون: المشهد لا يقتصر على هاتين الشركتين فقط. شركات مثل مزارع العين (Al Ain Farms)، المعروفة بتمورها الطازجة، ومصنع البركة للتمور (Al Barakah Dates Factory)، ومصنع تمور الإمارات (Emirates Dates Factory) هي أيضًا مساهمون مهمون في قوة هذا القطاع[12][8][1]. معًا، يجمع هؤلاء المنتجون بمهارة بين حكمة الزراعة التقليدية والمعالجة الحديثة والعلامات التجارية، مما يرفع من سمعة تمور الإمارات عالميًا[2].
الطلب المتزايد على الأغذية العضوية والمتخصصة في الإمارات
إلى جانب سوق التمور التقليدي، هناك تحول قوي يحدث. يتزايد عدد المستهلكين في الإمارات الذين يبحثون بنشاط عن أغذية صحية ومن مصادر محلية ومزروعة بشكل مستدام[6][9]. وقد أدى هذا الطلب المتزايد إلى نمو مذهل في قطاع الزراعة العضوية، حتى مع التحديات الكامنة المتعلقة بالمناخ وتوافر الأراضي هنا[6][14]. كيف تمكنوا من ذلك؟ غالبًا ما يرجع الأمر إلى مزيج ذكي: الالتزام بالمبادئ العضوية، واعتماد تقنيات زراعية مبتكرة عند الحاجة، وبناء علاقات مباشرة مع الأشخاص الذين يشترون طعامهم[6][14].
مزارع عضوية رائدة تحقق النجاح
دعنا نلقي نظرة على بعض المزارع التي تقود مسيرة الحركة العضوية في الإمارات.
مزرعة الإمارات البيولوجية (Emirates Bio Farm - EBF): تقع مزرعة الإمارات البيولوجية (EBF) بالقرب من العين في منطقة الشويب، وهي أكبر مزرعة عضوية خاصة في الإمارات، وتمتد على مساحة تزيد عن 250,000 متر مربع
[11]
[5]
[7]
[4]
[10]. تأسست المزرعة في عام 2016 (على الرغم من أن الشركة الأم بدأت في عام 1997)، وتدفعها مهمة حماية البيئة والمساهمة في نظام غذائي مستدام[11][7][10]. يستخدمون أساليب عضوية مستدامة مثل تناوب المحاصيل والمكافحة الطبيعية للآفات لزراعة أكثر من 60 نوعًا من المحاصيل الخالية من المواد الكيميائية، مع التركيز بشكل كبير على بناء تربة صحية في الصحراء[10]. تحمل EBF شهادات للخضروات والفواكه العضوية، وإنتاج البيض العضوي، وسلامة الأغذية (HACCP)[11]. الأمر الرائع حقًا هو تبنيهم للسياحة الزراعية؛ يمكنك زيارة المزرعة، والقيام بجولات بالجرار، ورؤية الحقول، وإطعام الحيوانات، وحتى حصاد الخضروات الخاصة بك[11][5]. لديهم أيضًا متجر للمزرعة، ومطعم يستخدم منتجاتهم الخاصة، وخدمة توصيل للمنازل تعد بالانتعاش – غالبًا ما يصل المنتج من الحصاد إلى عتبة بابك في أقل من 24 ساعة[7][4]
[18][10].
مزارع جرينهارت العضوية (Greenheart Organic Farms): تأسست مزارع جرينهارت في عام 2012، وتشغل مزرعة بمساحة 80,000 متر مربع في منطقة قطاة بالشارقة[7][4]. إنهم ملتزمون بالزراعة الخالية من المواد الكيميائية بنسبة 100% ويستخدمون ممارسات مستدامة، بما في ذلك الاستفادة من احتياطيات المياه الجوفية[7]. بينما تقع المزرعة في الشارقة، يديرون متجرًا للمزرعة يحظى بشعبية كبيرة في منطقة أرجان بدبي، ويجلبون المنتجات العضوية الطازجة يوميًا[5][4]. إلى جانب محصولهم الخاص، يخزن المتجر سلعًا عضوية معتمدة مصدرها دولي ويقدم مجموعة واسعة من المواد الغذائية الأساسية واللحوم ومنتجات الألبان والمخبوزات[7][4]. تقوم جرينهارت أيضًا بالتوصيل في جميع أنحاء الإمارات وهي معترف بها كلاعب رئيسي يدفع بالحركة العضوية إلى الأمام[4][6].
مشاريع عضوية أخرى: يشمل المشهد العضوي آخرين مثل مزرعة الواحة العضوية (Organic Oasis Farm) في دبي، المعتمدة من هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس (ESMA)، ومزرعة الصحراء العضوية (Desert Farm Organic)[7]. الحصول على هذا الختم العضوي الرسمي في الإمارات يتضمن تلبية المعايير التي وضعتها هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس (ESMA) / نظام تقييم المطابقة الإماراتي (ECAS)
[16]
[17]. نمو مثل هذه المزارع، الذي غالبًا ما يتم تشجيعه بدعم حكومي للزراعة المستدامة، يشير إلى تحول إيجابي نحو المزيد من إنتاج الغذاء المحلي والعضوي[6][14].
سد الفجوة: كيف تتواصل المزارع مع المستهلكين
جزء كبير من نجاح أماكن مثل مزرعة الإمارات البيولوجية (EBF) ومزارع جرينهارت العضوية يكمن في كيفية تواصلهم المباشر مع الناس. الأمر لا يتعلق بزراعة الطعام فحسب؛ بل يتعلق ببناء العلاقات والشفافية.
يستخدمون عدة طرق فعالة. متاجر المزرعة، سواء كانت في المزرعة مباشرة مثل متجر EBF أو في موقع حضري مناسب مثل متجر جرينهارت في دبي، توفر وصولاً فوريًا إلى المنتجات الطازجة والسلع العضوية الأخرى[11][7][4]. خدمات التوصيل للمنازل ضرورية أيضًا، حيث توفر الراحة وتضمن مذاقًا طازجًا من المزرعة – فكر في وعد EBF المذهل بالتوصيل في أقل من 24 ساعة أو نطاق توصيل جرينهارت على مستوى الإمارات[10][18][4]. ثم هناك السياحة الزراعية، مثل التجارب التي تقدمها EBF، والتي تفعل أكثر من مجرد بيع المنتجات؛ فهي تثقف الزوار وتخلق صلة ملموسة بمصدر الطعام[11][5][10]. وجود مطاعم أو مقاهي في الموقع تقدم مكونات من المزرعة، كما تفعل EBF، يكمل الدورة بشكل رائع[7][18]. هذه الاستراتيجيات ليست مجرد تسويق ذكي؛ بل إنها تبني الثقة والولاء من خلال تلبية رغبة المستهلك الحديث في معرفة المزيد عن مصادر طعامه[10][11].
قصص النجاح هذه من بساتين نخيل التمر والحقول العضوية في الإمارات ترسم صورة نابضة بالحياة للمرونة الزراعية والتكيف[13][15]. إنها توضح بشكل جميل كيف ترعى الدولة جذورها الزراعية العميقة، لا سيما فيما يتعلق بالتمور، بينما تتبنى في الوقت نفسه الطلب المتزايد على الغذاء الصحي والمستدام والمحلي المصدر من خلال المزارع العضوية المزدهرة[2][6][9]. هذه الشركات هي مساهم حيوي في المشهد الزراعي المتنوع في الإمارات، حيث تعزز الاقتصاد وتلعب دورًا رئيسيًا في الرحلة المستمرة نحو تحقيق قدر أكبر من الأمن الغذائي، مما يثبت أن النجاح هنا ينبع من أكثر من مجرد التكنولوجيا[14][2].
جربه مجاناً