عندما تفكر في مشهد الطعام المذهل في دبي، ربما يتبادر إلى ذهنك أولاً الطهاة العالميون المشهورون والعلامات التجارية العالمية البراقة. ولكن بصراحة، فإن النبض الحقيقي لهوية المدينة الطهوية يأتي من مصدر مختلف: مواهبها المحلية المذهلة . نحن نتحدث عن طهاة إما أنهم إماراتيون أصليون يدعمون تراثهم أو مقيمون لفترات طويلة بنوا حياتهم المهنية وسمعتهم هنا، منسجمين بعمق في نسيج دبي . يسلط هذا المقال الضوء على هؤلاء النجوم المحليين – الطهاة الذين تحدد رحلاتهم وفلسفاتهم الفريدة ومطاعمهم المشهورة ملامح تجربة تناول الطعام في دبي عام 2025، وكل ذلك نابع من ارتباطهم العميق بالإمارة . لماذا يعتبر الطهاة المحليون حيويين لمشهد الطعام في دبي
إذن، لماذا تحظى هذه المواهب المحلية بكل هذه الأهمية؟ الأمر كالتالي: هؤلاء الطهاة يقدمون شيئًا مميزًا حقًا – فلسفات متميزة، وتقنيات رائدة، وفهمًا بديهيًا لما يرضي الذوق المحلي . إنهم لا يكتفون بتقليد التوجهات العالمية؛ بل يبتكرون ويخلقون تجارب تبدو أصيلة من دبي . مساهمتهم هائلة، إذ ترفع دبي من مجرد مدينة بمفاهيم مطاعم مستوردة إلى عاصمة طعام عالمية حقيقية بهوية طهوية فريدة خاصة بها . إنهم رواة القصص، الرواد، وصناع النكهات الذين يحددون معنى تناول الطعام الجيد في دبي اليوم . ملف شخصي: هيمانشو سايني - الارتقاء بالمطبخ الهندي
تعرّف على هيمانشو سايني، قوة طهوية أصله من دلهي، الهند، والذي يعيد تشكيل المفاهيم حول الطعام الهندي في دبي والعالم بشكل كبير . بصفته الشيف الرئيسي لمطعم Trèsind Studio، يُعرف برؤيته المبتكرة للغاية والمتطورة باستمرار للمطبخ الهندي . بدأت رحلة سايني تحت إشراف الشيف الشهير مانيش ميهروترا، مما غرس فيه التركيز على أصالة النكهة قبل كل شيء . بعد انتقاله إلى دبي، كان له دور رئيسي في إطلاق Trèsind عام 2014 ولاحقًا Trèsind Studio الحميمي والتجريبي في عام 2018، والذي يقف الآن بفخر بمفرده في نخيل مول، نخلة جميرا . لا تقتصر فلسفة سايني على الطعام الهندي "الحديث"؛ بل يسميه "متطورًا"، مستلهمًا بعمق من مناطق الهند المتنوعة مع استخدام تقنيات حديثة ومكونات إماراتية محلية لخلق السحر . إنه يتحدى الصور النمطية، مقدمًا قوائم تذوق متعددة الأطباق تثير الحنين وتتجاوز الحدود في آن واحد . لقد أكسبه التزامه إشادات مذهلة: يفتخر Trèsind Studio بنجمتي ميشلان (مما يجعل سايني الشيف الوحيد المولود في الهند عالميًا الذي يحظى بهذا التكريم لمطعم هندي)، وتصنيفات عالية في قائمة أفضل 50 مطعمًا في العالم وقائمة أفضل 50 مطعمًا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحصل سايني نفسه على جائزة أفضل شيف "ثلاث سكاكين" في دبي 2024 . ملف شخصي: ريف عثمان - لمسة يابانية غير تقليدية
التالي هو ريف عثمان، شيف سنغافوري يتمتع بحضور ديناميكي في دبي منذ عام 2005 . يُعرف عثمان بلمسته الإبداعية، التي توصف أحيانًا بـ "الميدتيرآسيوية"، على الطعام الياباني، وقد شق طريقه بعد فترات عمل في أماكن راقية مثل Zuma و PLAY . بشكل مثير للإعجاب، موّل مشاريعه الخاصة ذاتيًا، وهو دليل على روحه الريادية، وحصل حتى على الإقامة الذهبية الإماراتية لمساهماته . فلسفة عثمان؟ كن مبدعًا، أصيلًا، ثابت المستوى، ومرحًا، مع احترام المكونات دائمًا . لقد رأى فرصة لعرض الطعام الياباني بما يتجاوز السوشي فقط، مستلهمًا من طعام الشارع مثل كوشياكي (أسياخ) . أدى ذلك إلى افتتاح Reif Japanese Kushiyaki في دار وصل مول، وهو مطعم ناجح معروف بأطباقه غير التقليدية ونكهاته القوية . فكر في Wagyu Katsu Sando، و Escargot Takoyaki، و Black Cod Ramen فريد من نوعه . حفز النجاح التوسع، بما في ذلك فرع أكبر في دبي هيلز يضم طاولة الشيف الخاصة به، TERO (The Experience by Reif Othman)، ومفهوم آخر هو Nama Yoso . حصل Reif Japanese Kushiyaki على جائزة ميشلان بيب غورماند، وتصنف مفاهيمه باستمرار بشكل جيد في قائمة أفضل 50 مطعمًا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا و Gault&Millau UAE، مما يرسخ مكانته كموهبة محلية رئيسية . ملف شخصي: إيزو آني - راوي قصص الطهي المؤثر في دبي
يُلقب غالبًا بـ "أول شيف مشهور في دبي"، إيزو آني، النيجيري المولد والذي نشأ في لندن، يمثل قوة مؤثرة في مشهد الطعام بالمدينة لأكثر من عقد . بدأت رحلته في لندن، وأخذته عبر مطابخ حائزة على نجوم ميشلان في فرنسا وإسبانيا، ثم حط به الرحال في دبي عام 2010، حيث قاد في البداية مطعم La Petite Maison (LPM) الشهير . ألهمته طاقة دبي، وسرعان ما بدأ في إطلاق مفاهيمه الناجحة الخاصة من خلال وكالته YSeventy7 . يؤمن الشيف إيزو بأن الطعام لغة عالمية، ووسيلة لسرد القصص وتوحيد الثقافات . ينصب تركيزه على الأطباق البسيطة الغنية بالنكهات حيث تتألق جودة المكونات، إلى جانب ثبات المستوى الدؤوب والتعلم من ضيوفه . تضم محفظته المثيرة للإعجاب وجهات أساسية محبوبة في دبي مثل GAIA (يوناني-متوسطي)، و Carine (مستوحى من المطبخ الفرنسي)، و La Maison Ani (فرنسي)، و Alaya (متوسطي يلتقي بالشرق أوسطي)، و Kai Enzo (ياباني على السطح)، وغيرها الكثير . هذه ليست مجرد مطاعم؛ إنها مؤسسات يرتادها كبار الشخصيات والسكان المحليون على حد سواء . علاوة على ذلك، نجح الشيف إيزو في تصدير مفاهيم مثل GAIA عالميًا، مما يثبت الجاذبية العالمية لمشهد الطهي المحلي في دبي . تأثيره لا يمكن إنكاره، ويتجلى ذلك في جوائز مثل أفضل رئيس طهاة في عام 2016 . ملف شخصي: محمد أورفلي - مذاق حلب عبر دبي
قصة محمد أورفلي وإخوته، وسيم وعمر، هي حكاية آسرة عن الشغف والحرية في الطهي . ينحدر محمد من حلب، سوريا، وكان دخوله عالم الطهي شبه عرضي، لكنه وجد شغفه . بعد سنوات كشيف تلفزيوني، حقق حلمًا مع إخوته، بافتتاح Orfali Bros Bistro في وصل 51 بدبي عام 2021 . يقود محمد جانب الأطباق المالحة، ويطور وسيم المعجنات، وينفذها عمر – عمل عائلي حقيقي . إنهم لا يصنفون طعامهم على أنه سوري بحت؛ بل يسمونه "مطبخ أورفلي"، وهو انعكاس لرحلتهم من حلب إلى مركز دبي متعدد الثقافات . تتبنى فلسفتهم "الحرية في الطهي"، حيث تمزج جذورهم الشرق أوسطية، وخاصة التقاليد الحلبية، مع التأثيرات العالمية والتقنيات الحديثة . يتعلق الأمر بالإبداع الجماعي، وربط التقاليد بالابتكار، وفي نهاية المطاف، طهي الطعام الذي يحبون تناوله ومشاركته بصدق . هذا النهج الأصيل حقق نجاحًا سريعًا بشكل مذهل. تُوّج Orfali Bros Bistro كأفضل مطعم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من قبل قائمة أفضل 50 مطعمًا في العالم لعام 2023، واحتل المرتبة 46 عالميًا، وحصل على جائزة ميشلان بيب غورماند . يشكل الإخوة أورفلي بلا شك هوية دبي الغذائية الحديثة . ملف شخصي: مصبح الكعبي - الشيف الإماراتي الرائد
يحتل الشيف مصبح الكعبي مكانة فريدة وحيوية في تاريخ الطهي في دبي باعتباره أول شيف إماراتي محترف معترف به . ولد في حتا، وبدأ حبه للطهي في سن مبكرة، وهو يشاهد والدته وهي تحضر الوجبات الإماراتية التقليدية . على الرغم من انضمامه إلى الجيش في البداية، إلا أن زيارة لمعرض وظائف في عام 2000 وضعته على مسار رائد إلى المطابخ المحترفة – وهو خيار جديد للرجال الإماراتيين في ذلك الوقت . تضمنت رحلته تعلم مطابخ متنوعة، لكن أساسه يظل راسخًا بقوة في التقاليد الإماراتية . انضم إلى مجموعة جميرا في عام 2006 ويعمل حاليًا كشيف تنفيذي للمأكولات الشرقية في جميرا زعبيل سراي، ويشرف على مطاعم مثل النافورة اللبناني . يعد الشيف مصبح سفيرًا مهمًا للمطبخ الإماراتي، حيث يعرض الأطباق المحلية من خلال التلفزيون والعروض التوضيحية والبرامج الدولية . لقد قاد الفريق الوطني الإماراتي للطهي وحكّم في المسابقات، مفتخرًا بالتحول الثقافي الذي يتبنى الآن فنون الطهي كمهنة للإماراتيين . في حين أن مطاعم المأكولات الإماراتية الفاخرة المخصصة كانت نادرة عندما بدأ، ساعدت روحه الريادية في تمهيد الطريق لتقدير أكبر للمطبخ المحلي ضمن مشهد الأطعمة والمشروبات النابض بالحياة في دبي . إن حضوره المستمر ودعمه يجعلان منه شخصية محلية بارزة . التأثير الجماعي: كيف يحدد الطهاة المحليون ملامح تجربة تناول الطعام في دبي
بالنظر إلى هؤلاء الطهاة – سايني، عثمان، آني، أورفلي، الكعبي – ترى خيوطًا مشتركة: ابتكار لا هوادة فيه، مزيج جميل من الثقافات، التزام عميق بدبي، وتحقيق اعتراف عالمي من خلال نجوم ميشلان وتصنيفات أفضل 50 . يساهمون معًا في مشهد طهوي فريد خاص بدبي، يتجاوز كونه مجرد مجموعة من الواردات الدولية . تضيف قصصهم الشخصية وفلسفاتهم الطهوية المتميزة طبقات من السرد والعمق لتجربة تناول الطعام، مما يجعلها أكثر ثراءً وأصالة . إنهم يحددون حقًا مذاق دبي . لذا، في المرة القادمة التي تستكشف فيها عروض الطعام المذهلة في دبي، انظر إلى ما هو أبعد من أكبر الأسماء العالمية. ابحث عن المطاعم التي يقودها هؤلاء النجوم المحليون: جرب الفن الهندي المتطور في Trèsind Studio، والمأكولات اليابانية غير التقليدية في Reif Japanese Kushiyaki، والسرد القصصي المتوسطي في GAIA أو Carine، والحرية المستوحاة من حلب في Orfali Bros Bistro، أو النكهات اللبنانية التي يشرف عليها رائد في Al Nafoorah . إن تجربة إبداعاتهم هي تجربة الروح الديناميكية واللذيذة والمتطورة باستمرار لمشهد الطعام في دبي، مدفوعة بالشغف والموهبة التي تمت رعايتها هنا في الإمارة. أي من مطاعم هؤلاء الطهاة المحليين أنتَ متحمسٌ لتجربته أكثر؟